***تعتبر شبكة الانترنت (شبكة معلوماتية) من احدث التقنيات في الوقت الحالي، وهي
ترتبط بتقنيات الاتصال والمعلومات والكمبيوتر التي تطورت كبيرا منذ اواخر القرن
الماضي، ولا تزال تتطور بسرعة واستمرار. وتدل بعض الاحصائيات ان عدد مستخدمي
الانترنت في العالم حوالي 0.7% ،بينما في الولايات المتحدة وكندا تصل النسبة
الى 40%.
والانترنت شبكة مؤلفة من اعداد هائلة من الشبكات ، تربط بين كمبيوترات موزعة في
مختلف انحاء الكرة الارضية، ويطلق عليها اسم "شبكة الشبكات" ، لان معظم
الكمبيوترات المتصلة بانترنت، هي ايضا جزء من شبكات اصغر، موجودة ضمن الشركات
والجامعات والادارات الحكومية ، ويربط الانترنت بين هذه الشبكات لتؤلف شبكة
عالمية ضخمة ، يتصل بها مئات الملايين من الاشخاص، للتواصل مع بعضهم البعض،
والاطلاع على المعلومات، وتبادل البيانات والبرامج، ويخدم الانترنت اكثر من 200
مليون مستخدم وينمو بشكل سريع للغاية يصل الى نسبة 100% سنويا، وقد بدات فكرة
الانترنت اصلا كفكرة حكومية عسكرية وامتدت الى قطاع التعليم والابحاث ثم
التجارة حتى اصبحت في متناول الافراد حيث ان الابحار في الانترنت مجاني تماما
ولكن الثمن الذي تدفعه هو لتوفير الخدمة لك.
****ان ربط المدارس بشبكة الانترنت تعني الكثير من الفوائد، حيث يمكن الوصول الى
مصادر المعلومات والحصول على احدث الاخبار ، واوراق البحث، والاحصائيات،
والصور، والاصوات ولقطات الفيديو، واستخدامها كوسائل تساعد على شرح وايضاح
المادة التعليمية ، مع امكانية نسخها في الكمبيوتر ، وطباعتها، للاستفادة منها
في الابحاث ، والمساعدة في كتابة الواجبات، من خلال المراجع الغزيرة المتوفرة
على الشبكة وامكانية استشارة الخبراء في المسائل المعقدة عبر الانترنت.
كما أن يوفر للطالب وسيلة سهلة لمتابعة برامج الحصص والنشاطات اليومية ، ونتائج
الامتحانات ، والنظام الداخلي للمدرسة وتوجيهات الادارة والمدرسين في أي مكان
في العالم، بالاضافة الى تحسين مهارات مطالعة المواد العلمية والادبية، بفضل
غزارة الموقع التي تتضمن محتويات ممتعة ، وارتباطها بمواقع اخرى جديرة
بالمطالعة ، وتحسن المهارات التكنولوجية الضرورية للعثور على المعلومات، وحل
المسائل والاتصال مع الاخرين، وهي مهارات اصبحت مطلوبة جدا في عالم الاعمال،
وايضا التعلم والاتصال مع طلاب من بلدان اخرى، والتحاور معهم في المواد
الدراسية والثقافية ، والعمل معا على بعض المشاريع المشتركة ، واكتساب معارف عن
حضارات اخرى.
و يسهل الانترنت عملية الحوار بين الاباء والمدرسين، فيما يتصل بشؤون ابنائهم
مما يعزز تفاعلية العملية التعليمية/التربوية. وعلى الرغم من اجماع التربويين
على اهمية الانترنت، كمساعد في العملية التعليمية ، وكعامل اساسي في التطور
التكنولوجي العربي مستقبلاً، لا نجد في البلدان العربية سوى القليل من المدارس
المرتبطة بالشبكة، ولا توجد ، ايضاً خطط حكومية عربية واضحة، لربط بعض المدارس
النموذجية ، على الاقل ، بشبكة الانترنت، ومن المؤكد ان يشكل غياب الانترنت في
التعليم عائقا جديا امام تطور القوى العاملة العربية، وهو ما سيؤثر على
اقتصاديات البلدان العربية، بشكل عام.